الأخبار الصحفية

الإمارات ترجمت واقعياً الاستدامة والمحافظة على البيئة

في جلسة نقاشية بحضور سعيد الطاير وشريف العلماء

26 يناير 2023

أكد المشاركون في الجلسة النقاشية "الاستدامة في إدارة المشاريع"، والتي عقدت في اليوم الختامي لمنتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، في دورته الثامنة، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تولي اهتماً كبيراً بموضوع الاستدامة والمحافظة على البيئة، وبصورة مدرسة، عملياً وتشريعياً وكذلك وفق مبادرات قيادية تُرجمت واقعياً بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله– عام 2023 عاماً للاستدامة.

وقالوا إن الإمارات استطاعت وخلال الفترة القصيرة الماضية أن تخطوا خطوات كبيرة نحو تحقيق الاستدامة في المشاريع واستمراريتها والمحافظة عليها والنجاح في إدارتها وكذلك إطلاق مبادرات مستقبلية نحو الاقتصاد الأخضر، والحيادية المطلقة من الكربون، "وصفر كربون" وإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة والالتزام تجاه حماية البيئة، والاستعانة بالتكنولوجيا، في استخدام أحدث الطرق التي توصلها لأهدافها في أسرع وقت.

وأضافوا أنه من المهم أيضاً أن تعي الجهات والأشخاص، كيفية تحقيق الاستدامة في إدارة المشاريع واستمراريتها والمحافظة عليها، وفق رؤية وخارطة طريق واضحة وأهداف واستراتيجيات محددة، تُنفذ من قبل أشخاص يملكون من الخبرة والكفاءة، ما يؤهلهم لإدارة المساعي والمبادرات بصورة ناجحة.

جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي حضرها معالي سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية، ومارغا هوك مؤلفة كتاب "تحول بقيمة تريليون دولار"، وقدمتها الإعلامية شيرين متولي.

خارطة طريق

وأكد معالي سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن دبي لديها استراتيجية وخارطة طريق واضحة للوصول إلى 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.

وقال معاليه: "نسترشد برؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في استشراف وصناعة المستقبل، ولدينا في دبي رؤية واضحة تشمل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، مشيراً إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعتمد نموذج المنتج المستقل للطاقة والمياه (IWPP) في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية وفي مجمع حصيان لتحلية المياه بواسطة التناضح العكسي (RO)، وقد استقطب هذا النموذج استثمارات بقيمة 40 مليار درهم."

وأوضح الطاير أن جميع المشاريع التي تنفذها الهيئة تسهم في دعم الاستدامة بشكل كبير، مشيراً إلى أن القدرة الإنتاجية لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، ستصل إلى 5000 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وتقنيات الطاقة الشمسية المركزة على مراحل حتى عام 2030، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمع عند اكتماله في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 6.5 مليون طن سنوياً.

وأشار إلى أن المرحلة الرابعة من المجمع تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد على مستوى العالم بقدرة 700 ميجاوات، وتستخدم تقنيتين: منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة إجمالية 600 ميجاوات (3 وحدات بقدرة 200 ميجاوات لكل منها) وتقنية الملح المنصهر (100 ميجاوات من أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع 262.44 متراً)، وتعد هذه المرحلة أكبر مشاريع تخزين الطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة.

محطة حتّا الكهرومائية

وأوضح معاليه، أن هيئة كهرباء ومياه دبي تنفذ مشروع المحطة الكهرومائية في حتا بتقنية الطاقة المائية المخزنة بقدرة إنتاجية ستصل إلى 250 ميجاوات وسعة تخزينية 1,500 ميجاوات ساعة وعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي. وتبلغ قيمة الاستثمارات الرأسمالية للمحطة نحو مليار و420 مليون درهم وسيتم تشغيلها في عام 2024.

وقال إن تطبيق استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه أسهم في تقليل استهلاك الكهرباء في دبي من 13,677 كيلووات ساعة للفرد سنويًا في عام 2010 إلى 11,341 كيلووات ساعة للفرد سنويًا في عام 2021، بنسبة 17.1% للفرد، وتقليل استهلاك المياه من 39,433 جالون مياه للفرد سنويًا في عام 2010 إلى 31,317 جالون مياه للفرد سنويًا في عام 2021 بنسبة 21% للفرد تقريبًا.

تأهيل المباني القديمة

وأشار معالي الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي أسست شركة "الاتحاد لخدمات الطاقة" (اتحاد إسكو) بهدف تعزيز كفاءة الطاقة في دبي (إتحاد إسكو)، وقد نجحت الشركة حتى الآن في إعادة تأهيل 7792 مبنى قائم في دبي، وتهدف الشركة إلى إعادة تأهيل أكثر من 30 ألف مبنى قائم في إمارة دبي حتى عام 2030 لضمان كفاءة استخدام الطاقة.

وأضاف أنه، ولدعم التنقل الأخضر، انتهت الهيئة حتى الآن من تركيب نحو 350 محطة شاحن أخضر لشحن السيارات الكهربائية (تتضمن 630 نقطة شحن) في مختلف أنحاء دبي، ومن المخطط الوصول بهذا الرقم إلى 1000 محطة شحن (تتضمن 1830 نقطة شحن) بحلول عام 2025. وأسهمت هذه الجهود في تخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة 21% بنهاية 2021 متجاوزة الهدف المحدد في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة 16%.

الحياد الكربوني

وحول تحقيق هدف الحياد الكربوني، أفاد الطاير أن الهيئة تعمل على تحقيق رؤية وتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحويل دبي إلى مركز للتميز في التقنيات اللازمة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050 في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحیاد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2050.

وتابع معاليه: "في إمارة دبي قمنا منذ عدة أعوام بإيقاف إطلاق أي مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري، كما قمنا بحصر المشاريع الجديدة لتحلية المياه على تقنية التناضح العكسي باستخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج الرئيسية إلى نحو 90% ضمن أفضل المستويات العالمية."

إعداد الكفاءات المواطنة

وحول المهارات والكفاءات التي يبحث عنها عند اختيار القادة العاملين في مشاريع الطاقة المستدامة، قال الطاير: "سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قدوة لنا نحتذي به في جميع مبادراتنا ومشاريعنا، ونعمل على إعداد الكفاءات المواطنة وتعزيز مهاراتهم لتولي زمام القيادة في قطاع الطاقة المستدامة.

أولوية استراتيجية

وأفاد سعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وضعت الاستدامة ضمن الأولويات الخمس لحكومة الإمارات في عام 2023، وأن الدولة تقوم بتخطيط المشاريع وتصميمها وتنفيذها وتشغيلها بهدف تقليل الأثر البيئي الضار إلى أقصى حد، مشيراً إلى أنه من أهم المشاريع المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم سيتم تشغيلها قريبًا في أبو ظبي، ويزيد من قدرة الطاقة الشمسية إلى ما يقارب 3.2 جيجاوات، ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 2.4 طن متري سنويًا، ويُخطط مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ، وهو أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم ، لتوليد 5000 ميجاوات بحلول عام 2030.

وقال: "من بين المشاريع الكبيرة التي تحقق الاستدامة، استراتيجية الإمارات للهيدروجين، حيث من المتوقع أن ننتج 14 إلى 22 طن متري سنويًا بحلول عام 2050، وأن الخطة تستهدف 25% من أسواق الهيدروجين الرئيسية، بالإضافة محطة " براكة" للطاقة النووية في إمارة أبوظبي، وهي تقود عملية إزالة الكربون بشكل سريع لقطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وتأمين إمدادات الطاقة في الدولة على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة ، وتعزيز أهداف الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما ستساعد الدولة على تحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول 2050".

وأضاف العلماء: "في ظل الانعقاد المقرر للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2023 ، ستتجه الأنظار إلى محطة براكة لتوضيح كيف تكمل الطاقة النووية مصادر الطاقة المتجددة كجزء من التحول إلى الطاقة النظيفة، وتتطلع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الآن إلى ما هو أبعد من محطة براكة إلى مجالات البحث والتطوير ، والهيدروجين النظيف والمفاعلات النووية المتقدمة ، مثل SMRs ، لدفع عملية إزالة الكربون ومعالجة تغير المناخ.

وتابع العلماء: "يُمثّل مشروع "الريادة" لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه الذي أُطلق في عام 2016 خطوة بارزة في دعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الاقتصاد الخالي من الكربون، تُعدّ "الريادة" أول منشأة في المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، حيث تبلغ قدرتها لالتقاط الكربون ما يعادل 800,000 طن سنويًّا تعمل المنشاة على التقاط ثاني أكسيد الكربون الناتج من عمليات شركة حديد الإمارات، ومن ثم تخزينه وإعادة حقنه لتحسين عملية استخلاص النفط من حقول النفط البريّة.

أوائل الدول

وذكر وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية، أن الإمارات العربية المتحدة هي أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها الاستراتيجي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وتتعهد الدولة في مساهمتها المحددة وطنيًا بتحقيق حد بنسبة 31% في انبعاثات الغازات الدفيئة، مقارنة بالأعمال المعتادة في عام 2030، والتي من المتوقع أن تكون حوالي 301.2 طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

المباني الخضراء

وقال: "قمنا بتطوير اللوائح الوطنية للمباني الخضراء بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية وأفضل الممارسات الدولية لضمان توحيد الحد الأدنى من معايير الاستدامة بين جميع الإمارات، ونراعي جميع إرشادات وأنظمة الاستدامة البرامج والاستراتيجيات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو توفير الطاقة والاستدامة لتكون قادرة على تحقيق هذه الأهداف والغايات.

50 ألف دراسة

وأشارت مارغا هوك، الكاتبة في مجال الأعمال التجارية والاستدامة، أنه استعانت بنحو 50 ألف دراسة عن الاستدامة تتناول العديد من المشروعات والمبادرات الناجحة ومساعي بعض الدول في تحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة والجهود في التقليل من النفايات عالمياً وسط نمو سكاني كبير.

وقالت إن الإمارات العربية المتحدة قامت خلال السنوات الماضية بجهود كبيرة في مجال الاستدامة والمحافظة على البيئة بحلول ومبادرات ومقترحات عملية واقعية تمثلت في مشروعات عملاقة تنفذ على أرض الواقع ومساعي للوصل لطاقة نظيفة و"صفر من الانبعاثات الكربونية"، وهي من بين الدول الملتزمة بذلك.

وتابعت هوك، أن أبوظبي ودبي، لديهما القدرة على انتاج الهيدروجين والطقة النظيفة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأن مساعيهما الواضحة تؤكد مساعي القيادة الرشيدة في أهمية تحقيق الاستدامة وجودة الحياة لكل من يعيش على أرضها وكذلك المحافظة على البيئة، من خلال رؤى واضحة في هذا الشأن.

منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع. جميع الحقوق محفوظة 2023©.

تحميل المحتوى ...

الرجاء الإنتظار للحظات